نتنياهو
في تصريح مثير للجدل، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستئناف الحرب على غزة إذا لم تحقق المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار أهدافها.
مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل السيطرة على محور فيلادلفيا وهو ما ترفضه مصر وحماس بقوة.
تصريحات نتنياهو جاءت محملة بشعور متضخم بالذات، حيث حاول ترسيخ صورة زعيم لا يُهزم أمام الإسرائيليين، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة.
تصريحات نتنياهو التي تضمنت وعودًا بمواصلة الحرب واستهداف أعداء إسرائيل في غزة ولبنان وإيران، تعكس محاولة لتعزيز صورته كـ"حامٍ" لإسرائيل. لكن هذه اللغة العدوانية تُظهر ميلًا مرضيًا لخلق الأزمات لإبقاء نفسه في دائرة الضوء السياسي.
محاولة التهرب من الضغوط الداخلية
في الوقت الذي يتعرض فيه نتنياهو لانتقادات داخلية بشأن أدائه في الحرب والمفاوضات مع حماس، تأتي هذه التصريحات كإلهاء متعمد لإبعاد الأنظار عن أزماته الداخلية.
خلق أعداء وهميين
محاولة نتنياهو تصوير إسرائيل كضحية دائمة تُحيط بها تهديدات من كل جانب هي استراتيجية نفسية لترسيخ "التهديد الوجودي" في أذهان الإسرائيليين، مما يبرر قراراته السياسية والعسكرية.
محور فيلادلفيا.. رمز الهوس بالسيطرة
إصرار نتنياهو على إبقاء السيطرة على محور فيلادلفيا وزيادة القوات هناك يعكس خوفًا عميقًا من فقدان النفوذ في غزة. المحور، الذي يُعد نقطة استراتيجية تربط بين غزة ومصر، أصبح بالنسبة له رمزًا للسيطرة الإسرائيلية على المنطقة. لكن هذا الإصرار يعكس أيضًا انعدام الثقة في قدرته على إدارة صراعات أقل تعقيدًا.
الأمراض النفسية والسياسية
شعور زائف بالانتصار:
تصريحات نتنياهو التي ادعى فيها القضاء على قادة حماس والمحور الإيراني تفتقر إلى الواقعية. هذا النوع من الخطاب يُظهر شعورًا زائفًا بالانتصار، يُستخدم لإخفاء الفشل في تحقيق أهداف الحرب الأساسية.
جنون العظمة:
إعلان نتنياهو أنه "غير وجه الشرق الأوسط" يعكس جنون عظمة واضحًا. هذا الشعور بالنفوذ المفرط غالبًا ما يؤدي إلى قرارات غير مدروسة وتصعيدات غير ضرورية.
تحليل نفسي لشخصية نتنياهو
شخصية بنيامين نتنياهو، التي طالما أثارت جدلاً واسعًا داخل إسرائيل وخارجها، تتسم بعدة سمات نفسية تُبرز خللاً عميقًا في إدراكه للواقع:
1. تورم الأنا والنرجسية السياسية:
نتنياهو يُظهر سمات واضحة من النرجسية، حيث يبدو مقتنعًا بأنه الوحيد القادر على تحقيق "الأمن القومي" لإسرائيل. هذا الشعور المتضخم بالذات يُترجم إلى تصريحات تُبالغ في الإنجازات وتُقلل من الواقع، مثل ادعائه أنه "غير وجه الشرق الأوسط" وقضى على قادة المحور الإيراني.
2. الخوف من الفشل السياسي:
تظهر تصريحات نتنياهو كمحاولة يائسة للسيطرة على سردية الأحداث بعد انتقادات داخلية لقيادته الحرب في غزة. إعلانه استعداده لاستئناف الحرب في أي لحظة يهدف إلى إظهار القوة أمام المعارضة والجمهور الإسرائيلي، لكنه يُخفي خوفًا عميقًا من فقدان السيطرة على المشهد السياسي.
3. اضطراب السلطة والسيطرة:
نتنياهو يُظهر ميلاً واضحًا لاضطراب السلطة، حيث يسعى باستمرار لتأكيد سيطرته على المشهد، سواء من خلال زيادة القوات في محور فيلادلفيا أو التهديد بتجدد العمليات العسكرية.
كيف يؤثر ذلك على المستقبل؟
تصريحات نتنياهو وتصرفاته تُظهر زعيمًا محاصرًا بين أزماته النفسية والسياسية. خطورته تكمن في ميله لاتخاذ قرارات متهورة للحفاظ على صورته. إصراره على البقاء في محور فيلادلفيا واستعداده لاستئناف الحرب في أي لحظة قد يدفع المنطقة إلى مزيد من التصعيد، مما يزيد التوترات بدلًا من تهدئتها.
شخصية بنيامين نتنياهو، المحملة بالأمراض النفسية مثل النرجسية وجنون العظمة، تُلقي بظلالها على قرارات إسرائيل السياسية والعسكرية. تصريحاته الأخيرة ليست مجرد تعبير عن موقف سياسي، بل هي انعكاس لاضطرابات داخلية تدفعه إلى خلق أزمات متجددة ليبقى في دائرة الضوء. في النهاية، يبقى السؤال: هل يدرك الإسرائيليون أن زعيمهم هو أكبر خطر على استقرارهم؟